انتظروا صالح سليم جديد فى الزمالك

كتب الأسـتاذ / عــلى عــامر- الزمالك تول بار

إنتظروا صالح سليم جديد فى الزمالك!!

إستمعت أكثر من مرة للحوار الذى دار بين المستشار مرتضى منصور وبين مقدمى برنامج صفحة بيضاء على قناة النيل للرياضة ، ولا أخفيكم سرا أننى حزنت كثيرا لحالة اللغط الفكرى والتشوبش المتعمد ، وأسلوب الحـــوار الرديىء من قــبل مقدمى البرنـــامج على كل ما يـــــــــقوله المستشار مرتضى منصور..........فالمفترض أنهـــــم قد أعــــدوا للبرنامج الحوارى جيدا ، وجهزوا أسئلتهم الموضوعية بحيادية وبأحترافية تضع فى حسبانها أن مرتضى منصور لا يتقيد بنص ولا يمر على أى نقطة مرور الكرام قبل أن يعطيها حقها من الشرح والتفصيل وبيان جوانبها المتعددة ففوجئت عند بدأ الحوار بصحفيـين تعــبانين ليس لـديهم أى فـكر يواجهون به المستشار الذى تعود بل أدمن أسلوب الـمرافعات الشــرس فى مواجهة أكـبر القضـــايا وأكثرها سخونة ..........فسيادة المستشار يعرف بحق من أين تــؤكل الكتف ويعرف أيضا كيف يكسب قضاياه فى مواجهة خصومة بلا هوادة أو تردد او مواربة.

فهو واضح كحد السيف ولذلك من الصعب أن تراه يتحدث دون أن يقطع ويمزق فى شخصيات خصومه مهما كان عددهم ومهما تعددت مناصبهم ومراكزهم ، حتى الذين يجرون الحوار معهم لم ينافقهم ولم يهادنهم ولم يتساهل معهم بل كشفهم وأزال الغطاء من فوقهم فرأيناهم جميعا يتحدثون بلغة رجل الشارع قلـــيل المعرفة ومحــــدود الأطلاع وهو أسلوب لجأ إليه الأعــــلام منذ منتــصف التسعينيات أو قبلـــها بقـــليل لمـــواجهة نــقص الكوادر واصـحاب الرأى والفكر واصحاب الرسائل الأعــلامية العـاقــلة والــمتزنة ، فظهر جــيل جـــديد من اصحاب الأنـــتماءات مــن الباحثين عــن شهرة سريعة ، جيل أهوج ، متسرع ، منفلت ، صاحب هوى لا يسعى وراء الحقيقة بقدر ما يسعى إلى ( الأثـــــــــــــارة ) التى أصبحت من وجهة نظرهم ونظر اصحاب المجلات والصحف برؤســاء تحريرها أنها السبيل الوحيد لجذب القارىء فمع التعدد الكبير والزيادة الهائلة فى أعــداد الصــحف والمجلات اليومية والأسبوعية اصبح الأسلوب الأمثل والطريق الأسـهل لأنتزاع الجنية من جــــيب الأنسان البسيط الذىقد لا يمتلك فى جيبة غيره هى اللجوء الى عنـــاوين مثيرة ومنشيــــتات ذات قافية جاذبة يتوقف عندها صاحب الأنتماء والهوى والعاطفة الجيــاشة فمثل هذا النوع من الأثــارة العاطفية هو الذى أدى الى زيادة التعصب والخروج عن النص ، وهناك من يغذون هذا الأتجاة منذ زمن بعيد بهدف تسويق أنفسهم وتسويق منتجاتهم الرديئة فكريا والغزيرة عاطفيا فهناك مجموعة كبيرة من الصحفيين الذين أصبحوا الآن رؤساء تحرير يعلمون جيدا أن مصلحتـــهم ليست مع أحد الفريقين الأبيض أو الأحمر ولكن مصلحتهم فى زيادة أرقام التوزيع لتــتدفق الأمـــوال إلى جيوبهم ويضمنوا وظائفهم ولن يتحقق هذا بدون ملــح وفلــفل وشـــــطة تـزيد شهية القارىء البسيط الذى ينجرف وراء دعواتهم ويردد مقولاتهم بدون أن يتحمل عناء التفكير فبما يقولونه أو يطرحونه من أفكار تدعو ( للتعصب وكراهية الآخر والبغض والحنق والضيق وعدم تقبل الخسارة) وكلها مفاهيم ضد التنافس الرياضى الشريف ولهذا تحولت ملاعب كرة القدم لــدينا إلى سـاحــات معارك وتحولت الفضائيات إلى مواقع تنفث ســـموم التـعصب وكـراهية الآخر والتعدى على الأخرين بالسب والشتم وأهم مثال يحضرنى هنا مثال برنامج الدكتـور/ علاء صادق الذى لم يترك حكما أدار مباراة لللأهلى أم للزمالك إلا سبه ولعنه وأقام الدنيا عليه ولم يقــــعدها لأنه لــم يحتسب ضربة جزاء صحيحة ضد نادى الزمالك بينما لم يحتسب زمـــيله فى المـــباراة الأخرى عدة ضربات جــــزاء واضحة وضوح الشمس للنادى المنافس.

أعود فاقول أن المستشار مرتضى منصور كان فى هذا اللـــقاء موضوعيا إلى حد بعــــيد بل إنه هو الذى طالب مقدمى البرنامج أن يلتزموا الموضوعية والبعد عن الأســـتفزاز والأثـــــــارة وجره إلى معارك خارجية تخرجه عن حالة التركيز التى يعيشها الآن مــن أجل أن يفوز فى الأنتخابات القادمة

والواقع فانا أرى أن مرتضى منصور تزداد شعبيته يوما بعد يـــــوم خاصــة فى الأوقات التى تسبق الأنتخابات والتى غالبا ما تزداد فيها وتيرة التصريحات والبيانات واللقاءات التليفزيونية والأحاديث الصحفية .

ورغم ان المستشار مرتضى منصور يهلل كثيرا ويرتفع صوته فى اكثر الأحيان كجزء من تركيبته

الشخصية ومهارة من مهاراته العملية والشخصية قد يكون السبب فيها عمله القضائى إلا اننى اعتقد انها احدى سماته الشخصية منذ ولادته غذتها شعبيته الكبيرة فى بلدته وما اكتسبه من شعبية داخل نادى الزمالك خلال الأربع دورات التى شارك فيها ، ولا شك انه صاحب منطق قوى للغاية يجبر المحاور الذى يجلس امامه على ارتكاب الأخطاء الفنية التى تتمثل فى اطلاق اسئلة من نوعية اسئلة رجل الشارع العادى والتى سأل بعضها مقدمى البرنامج مثل :

يقولون إنك ديكتاتور ولا تستمع إلى أحد فهل هذا صحيح؟؟؟ لماذا تتخذ القرارات بدون الرجوع إلى الجمعية العمومية؟؟؟

لماذا ترفع قضايا الفساد والرشوة فى وجه كل من يختلف معك؟؟؟ لماذا قمت بهدم نادى الزمالك وحولته الى صحراء جرداء؟؟؟

لماذا تفجر كل يوم خلاف جديد مع جهة سيادية او هيئة رياضية ؟؟؟ لماذا تدخل نادى الزمالك فى صراعات تجعله يخسر معارك وبطولات من أجل ظهور اعلامى لك؟؟؟

لماذا تبحث عن إثارة المشاكل داخل نادى الزمالك ، فالنادى لم يشهد كل هذه الصراعات إلا بعد أنضممت لعضويته ومن وقتها والزملكاوية لم يذقوا طعم الأستقرار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا اعلنت الحرب فى البداية على جبهة درويش فى انتخابات 2005 واليوم تعلنها على عباس فى 2009 ؟؟؟؟؟

لماذا أصبح كمال درويش هو وأسماعيل سليم فجأة محترمين بعد أن كانوا بالأمس لصوص وبتوع بزنس ومن أجلهم ألفت كتاب ضد الفساد؟؟؟؟؟

والحقيقة التى لا لبث فيها أن أحدا لا يستطيع منازلة مرتضى منصور حتى الآن بالكلمات والأسئلة والهجوم المستمر عليه أو على شخصيته وأسلوبه وطبيعته ، فاــرجل عندما يتــكلم يــتكلم بالوقائع والمستندات ويـــبدع فى أسلوب الدفـــاع عــن نفسه وما أن تــظن أنك وضــته فى ركن من أركان الحديث وتتهيأ لغمره ببضع من اللكمات اللفظية اليمينية وملاحقــــته باستفسارات يسارية صـاعدة لتقضى عليه إلا فاجأك وفاجأ الأخرين بعكس الموقف ليصبح هو المتحكم بل ويضع الآخر فى الركن الذى كان فيه فتجد إنك انت من اصبحت المتهم الذى يجب الدفاع عنه وأنت غير مهيأ أو غير مستعد لذلك.

كنت أشاهد لقائه مع قناة النيل بصحبة مجموعة من الأصدقاء من جنسيات عربية مختلفة وكلهم أصحاب مراكز علمية مرموقه ، وبعد ان انتهى من حديثه حاولت استطلاع رأيهم فيه فسألتهم عن رأيهم فيما سمعوه من المستشار مرتضى منصور الذى لا يثير الجدل فى مصر وحدها بل تسعى ورائه القنوات الفضائية العربية والخليجية بشكل خاص لصراحته غير المعهودة وشجاعته المتناهية واراءة الحادة وكلها امور لم نعتادها فى عالمنا العربى الذى يكتنف الغموض والسرية معظم قضاياه....فماذا كانت رؤيتهم؟؟؟؟؟

قال لى الأول أنا لا أدرى سببا للهجوم الكبير الذى يشنه الأعلام عندكم على هذا الرجل فهو الوحيد الذى أراه يتحدث بوضوح وقوة عن الفساد والفاسدين وعالمنا العربى مليىء بهم فالتقط الثانى خيط الكلام واقسم بالله أن لو عندهم فى بلدهم رجل بنصف مواصفات مرتضى منصور لبنوا له تمثالا عند مدخل النادى ، فمن وجهة نظره أن مرتضى محب حقيقى لناديه بدليل تضحيته بعضوية مجلس الشعب (رغم انه كسبها) بحكم القضاء ، وضحى بمكانته الأجتماعية وسجن فى قضية ظالمة وثالث أنه رغم كل ما حدث له لم يغير كلامه ولم يتغير اسلوبه ولم ييأس من حجم الظلم الذى وقع عليه ، حارب الحكومة ممثله فى الجهة الأدارية وكسب كل القضايا التى رفعها ضدها

بل ارتفعت نبرة صوته اكثر فى مواجهة الأتهامات التى توجه له واصبح اكثر قدرة واكثر مناعة

فى مواجهتها ، ولكن الرأى الذى أعترف انه شدنى كثيرا أن الشخص الثالث قال ........

لو قدر لهذا الرجل أن ينجح فى الأنتخابات القادمة فسيصبح لديكم صالح سليم جديد فى ناديكم

فسألته متعجبا كيف؟؟؟ قال أن الفارق بين الأثنين أن الأول كان ساخطا على الأوضاع رافضا لها فقرر الهروب منها إلى الأقامة فى لندن وأوكل مهامه لأشخاص لا يستطيعون تحريك عارضات حراسة المرمى فى التدريب بدون أذنه أما هذا الذى لديكم فهو مثله تماما رافضا للأوضاع المقلوبة وللظلم والفساد وتعويق الفاشلين له فأذا فاز فى الأنتخابات المقبلة فسيكتسب قوة الأول وسينحنى له الجميع وأولهم من أهالوا عليه الأتهامات الباطلة خوفا من بطشه وتجنبا لفضحهم.

قلت لهم متعجبا ولكن هناك مرشحين آخرين لهم نصيبا كبيرا من الأحترام والتقدير لدى الجمعية العمومية للنادى فرد على أحدهم متسائلا وماذا قدموا من تضحيات مقارنه بما قدمه هذا المستشار لقد أقصى من منصبه كرئيس شرعى لنادى الزمالك منتخب من الجمعية العمومية فلماذ لا تحترمون قرارها ؟؟ ، قلت بسبب أنه أهال التراب على الكل وحارب فى كل الجبهات قال لى

وهذا شرف له ان يدافع عن نفسه وعن ناديه فى مواجهة الفاسدين والمفسدين فقلت ولكنه ادخل النادى فى دوامة من عدم الأستقرار الأدارى والمالى وتوترت الأجواء داخل النادى ، فرد آخر هذا ليس خطأه بل خطأ من أخذ القرار بحل مجلسه ، قلت ولكنه لم يكن هناك مفرا من هذا القرار فرد

ولكن من يملك إصدار هذا القرار هى الجمعية العمومية وحدها وليس الجهة الأدارية فسألته وهل يحدث هذا فى أنظمتنا الشمولية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنتهى اللقاء بالأخوة الأصدقاء ولكن كلام أحدهم ظل يداعب رأسى ، فعدت أتأمل أوجه الشبة بين صالح سليم ومرتضى منصور فرأيت بالفعل أوجه كثيرة لم أكن أراها من قبل ، فكلاهما عصبى وكلاهما رافضا للأوضاع التى تحيط به وكلاهما ثائرا عليها والأثنان وصمناهم بالكبر والتكبر والديكتاتورية والأثنان لديهم شخصية نرجسية ولديهم افكارا ايديولوجية متقاربة والأثنان عندهم نفس القسوة والقوة فى التعامل والأثنان إذا تحدثا أمام ميكروفون أطاحا فى الجميع وفقدا القدرة على التحكم فى عنف توجهاتهم ، والأثنان يملكان إرادة حديدية وعناد كبير......................

ولكنى وجدت فى النهاية فارقا شاسعا بين من لم تعجبه الأوضاع والظروف المحيطة فتركها وهجر وقرر الهروب منها وبين شمشون الجبار الذى قرر مواجهتها والتصدى له

فــــاغـــرقتـــــــه فى بــــركهـــــــا الوحــــــله……..

وكــــــــــوته بـــنارهـــا الحـــــــــارقــــة.

اتمنى ان مرتضى هو اللى يفوز